كيف أصبحت دماء رفاقي شرارة انتصارات أكتوبر في الأقصر

كيف أصبحت دماء رفاقي شرارة انتصارات أكتوبر في الأقصر

رأيت رأسه تتطاير أمامي فأقسمت على ثأره.. ابن الأقصر بطل أكتوبر: دم رفيقي بداية نار الانتصار

في قرية ‘الحميدات شرق’ في مركز إسنا، الأقصر، يعيش عبد المنعم حسنين محمد الملقب بـ ‘الرغيب’، وهو رجل سبعيني يحمل في قلبه ذكريات الحرب وشجاعة لا تُنسى. يُعتبر من أبطال حرب أكتوبر 1973، حيث قاتل في الصفوف الأمامية وكان شاهداً على أحداث حاسمة أعادت رسم خريطة المنطقة.

شهادته عن يوم العبور

تحدث عبد المنعم عن لحظة بدء الحرب قائلاً: ‘خرجنا من المعسكر في 6 أكتوبر مع الفجر، ولم نكن نعلم أننا في طريقنا إلى الحرب. وعندما أتت الطائرات، أدركنا أننا بمواجهة عدو، ولم يكن بدٌّ من خيار سوى النصر أو الشهادة’.

لحظة الفقدان

تشهد ذاكرة عبد المنعم على صدمة استشهاد زميله بجانبه، حيث تفجّرت أحاسيسه في تلك اللحظة: ‘عندما رأيت رأسه تتطاير، شعرت بأن نار الحرب تشتعل بداخلي. عاهدت نفسي على القتال حتى آخر نفس’.

الأهوال في القنطرة شرق

أحداث القنطرة شرق كانت من أشد اللحظات قسوة، حيث عانى الجنود من هجمات شرسة. يقول عبد المنعم: ‘قاتلنا لمدة يومين بلا توقف، ورغم المخاطر، أعدنا تأكيد سيادتنا على المنطقة بقوة ولم يبقِ العدو أي دبابة سليمة’.

تحديات الإصابات

خلال المعركة، تعرض عبد المنعم لإصابات خطيرة لكنه لم يتراجع: ‘أصبت في يدي وحروقي كانت مؤلمة، ولكنني واصلت القتال وأنا أشعر بأنني أحمل مصر على كاهلي’.

تحويل المصاعب إلى انتصارات

خلال المعركة، افتقد الجنود للتغطية الجوية، لكنهم استطاعوا تحويل مدفع مضاد للطائرات إلى عنصراً فعالاً ضد دبابات العدو: ‘عملنا كفريق واحد، ولم نعرف النوم لأيام’.

الأسرة بعد النصر

بعد انتهاء الحرب، أراد عبد المنعم تكريم ذكرياتها من خلال أبنائه. يقول: ‘سمّيت ابني ‘انتصار’ وابنتي ‘حمدي’، لأُشير إلى عظمة النصر الذي حققنا’.

دروس من الحرب

الشجاعة والولاء هما ما يميز سكان القرى في مصر. على غرار تجربة عبد المنعم، كثير من المحاربين تكبدوا الأذى في سبيل الوطن، لكنهم أصروا على البقاء في قلب معركة الانتصار. يتذكر بعضهم الفترات الصعبة التي قاسوها وما زالت آثارها موجودة، مما يُظهر أن ذاكرة الحرب تحمل ثمنًا عاطفياً عميقًا لدى الجنود. هؤلاء الأبطال اليوم يسهمون في نقل هذه التجارب للأجيال القادمة، للتأكيد على أهمية الولاء والفداء.

أهمية التذكر والاعتراف

إن تكريم هؤلاء المحاربين وتقدير تضحياتهم جزء أساسي من الوعي القومي. التذكير بمعاركهم يساعد في تعزيز روح الوطنية والشعور بالفخر في مواجهة التحديات.

أنا أحمد أعمل في مجال الصحافة الإلكترونية منذ 8 سنوات، أهتم بالكتابة وتغطية عدة مجالات مثل أسعار الذهب والإقتصاد العالمي، أخبار السيارات، الهواتف، التقنية بالإضافة إلى كافة الأخبار العاجلة من مصادر موثوقة وبكل شفافية.