النهضة العثمانية الجديدة: كيف يوازن العثمانيون الجدد بين الشرق والغرب في عصر النفوذ البراغماتي؟

النهضة العثمانية الجديدة: كيف يوازن العثمانيون الجدد بين الشرق والغرب في عصر النفوذ البراغماتي؟

c

العثمانيون الجدد.. بين الشرق والغرب وعودة النفوذ البراغماتي

تسجل زيارة الرئيس التركي الأخيرة إلى الخليج ومصر فصلًا جديدًا في السياسة الخارجية لأنقرة، حيث تمثل هذه الخطوة محاولة لإعادة تموضع تركيا على الساحة العربية والدولية. بعد سنوات من توترات وعزلة، يتضح أن أنقرة قد تحولت نحو براغماتية تتجاوز الأيديولوجية، مع التركيز على المصالح الاقتصادية والسياسية.

استعادة الشراكات في الخليج

لم تكن الزيارة مجرد حدث بروتوكولي، وإنما خطوة استراتيجية في إطار “العثمانيين الجدد” الذين يسعون لترسيخ نفوذهم من خلال الاستثمارات والعلاقات الاقتصادية. تتجاوز المصالحة التركية الخليجية الآثار السلبية السابقة الناجمة عن دعم جماعات الإسلام السياسي.

أهمية دول الخليج في السياق الاقتصادي التركي تكمن في:

  • الاستثمارات المتبادلة: تكثيف مشروعات الطاقة والاتفاقات الدفاعية.
  • التعاون الاستراتيجي: بناء علاقات قائمة على المنفعة المشتركة للمضي قدمًا في مواجهة التحديات الإقليمية.

رؤية جديدة للعلاقة مع مصر

العلاقة بين تركيا ومصر شهدت تحولًا كبيرًا، حيث تُعتبر مصر قوة مركزية في الإقليم. يواجه الجانبان تحديات مشتركة كملف الغاز في شرق المتوسط، ما يعكس الحاجة لفتح قنوات تعاون فعّالة.

تشير الديناميكيات الحالية إلى أن:

  • البراغماتية تفرض تجاوز الخلافات القديمة، مما يتيح أرضية مشتركة أكبر للبناء عليها.
  • القضايا الاقتصادية والاستراتيجية تتصدر الأولويات على الأيديولوجيات القديمة.

التحولات الجيوسياسية وأثرها

تسعى أنقرة لملء الفراغ الناتج عن تراجع النفوذ الأمريكي. تتسم سياستها بالعلاقة المتوازنة مع مختلف القوى العالمية مثل روسيا والناتو، مما يمنحها مساحة أكبر للتفاوض.

المتابعون للمشهد الدولي يلاحظون أنه:

  • تركيا تدير لعبة شديدة التعقيد بين القوى العظمى.
  • إستراتيجيتها البراغماتية تمكنها من الاستخدام الذكي للموارد الدبلوماسية والاقتصادية.

العثمانية الجديدة: طموح بعيد المدى

تحاول تركيا أن تُحدد جديدًا لطموحاتها من خلال النفوذ اللطيف، عبر:

  • الاستثمار في الثقافة والبنية التحتية في الدول العربية مثل ليبيا وسوريا والعراق.
  • التعاون التجاري: ضمان خطوط التجارة والطاقة في ظل التقلبات الإقليمية والدولية.

فهم الديناميكيات الجديدة

اليوم، لم تعد تركيا تتعامل بصوت الأيديولوجيا، بل بأسلوب مبني على المصالح. هذه الديناميكيات تشير إلى:

  • تنافس يجمع بين الحذر والاستراتيجية.
  • استجابة دقيقة لتغيرات الساحة الدولية، مما يعزز من مكانة تركيا كـ “جسر” بين الشرق والغرب بدلاً من أن تكون مجرد “جدار”.

تستمد أنقرة قوتها من قدرتها على التكيف وبناء شراكات قائمة على الفوائد المتبادلة، مما يجعلها لاعبًا أساسيًا في مستقبل المنطقة.

مصادر ومراجع موثوقة

  1. Centre for Economic Policy Research: تعزيز الشراكات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط.
  2. Middle East Institute: تحليل التوجهات السياسية والإستراتيجية في الخليج.
  3. Foreign Policy: الرؤية الجيوسياسية للسياسة التركية وأثرها على العلاقات الدولية.

تركيا اليوم ترسم معالم جديدة لعلاقاتها مع الدول العربية، وقد أصبحت أكثر قدرة على تشغيل ميزان القوى في منطقة تشهد تغيرات متسارعة.