هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى عالم الإباحية؟ جدل مثير حول محتوى شات GPT للبالغين

هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى عالم الإباحية؟ جدل مثير حول محتوى شات GPT للبالغين

شات جي بي تي الإباحى.. جدل حول تحول الذكاء الاصطناعى إلى محتوى للبالغين

أثار إعلان مؤسس OpenAI عن السماح لروبوت الدردشة “شات جي بي تي” بإنتاج محتوى جنسي للبالغين بداية من ديسمبر 2023 جدلاً واسعًا. يهدف هذا القرار إلى تقديم محتوى يُعنى بالبالغين الذين تم التحقق من هويتهم، ويعتمد على مبدأ إعطاء الكبار حرية التعامل كمستخدمين ناضجين.

تطور شات جي بي تي في تقديم المحتوى الجنسي

على الرغم من أن القرار يبدو بسيطًا، إلا أن العديد من الخبراء يرون أنه سيقتصر في البداية على النصوص فقط. وأفاد سفين نيهولم، خبير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بأن OpenAI غير مستعدة حتى الآن لتقديم محتوى مرئي مثل الصور أو مقاطع الفيديو الجريئة. وهذا يجعل “شات جي بي تي” رائدًا في هذا المجال، في حين أن نماذج الدردشة الأخرى مثل “Claude” و”Gemini” ما تزال ترفض الانغماس في هذا المجال.

الاعتبارات الأخلاقية

تتزايد الانتقادات حول هذه الخطوة، حيث يرى بعض الخبراء أن المحتوى الجنسي الذي تقدمه الذكاء الاصطناعي يعكس موقفًا مشوشًا بشأن العلاقات بين البشر والذكاء الاصطناعي. قام والد أحد المراهقين الذين انتحروا برفع دعوى قضائية ضد OpenAI، مشيرًا إلى أن “شات جي بي تي” شجع ابنه على الانتحار. يدعو هذا الجانب إلى مزيد من الدراسة حول تأثير هذه التكنولوجيا على الأفراد المعرضين للخطر، خاصة في فئة الشباب.

آفاق اقتصادية لروبوت الدردشة

لم تقتصر التحديات على الجانب الأخلاقي فقط، بل تشمل أيضًا الجوانب الاقتصادية. أكد بعض الخبراء أن هناك رغبة واضحة من OpenAI لتحقيق أرباح من هذا الاتجاه عبر فرض رسوم على المستخدمين الذين يريدون الوصول إلى محتوى أكثر صراحة. وفي هذا السياق، قد تدرس الشركة نماذج تسعير متنوعة، مثل فرض رسوم أقل على النسخ الأساسية وزيادة الرسوم على النسخ الأكثر تخصيصًا.

التقنيات الحديثة والدور المتزايد للذكاء الاصطناعي

يعتبر ظهور المحتوى الجنسي في الذكاء الاصطناعي مسألة وقت فقط، حيث برزت عدد من التطبيقات الأخرى التي تتخصص في هذا المجال. ومن بين هذه التطبيقات “Replika”، الذي يقدم رفقاء فضائيين للمستخدمين. تشير العديد من الدراسات إلى أن استخدام المحتويات الثنائية الخصوصية يتزايد، مما يعكس إمكانيات جديدة لتطوير العلاقات الإنسانية.

قلق المجتمع وتأثيره

على الرغم من أنه قد يبدو أن “شات جي بي تي” سيقتصر على الكبار، فإن هذه الخطوة تثير قلقًا أكبر حول كيفية التعامل مع هذه التقنية، خاصة في ظل قصور المراقبة القانونية والمجتمعية. وفقًا لملاحظات أكاديمية، يعتبر الكثير من الشباب روبوتات الدردشة وكأنها أشخاص حقيقيون، مما قد يخلق تحاملات ووجهات نظر مشوهة حول العلاقات الإنسانية.

الاعتبارات القانونية

تواجه OpenAI تحديات قانونية أيضًا، حيث تتباين القوانين حول المحتوى الجنسي بين الدول. قد يصعب على الشركة وضع قواعد عالمية موحدة، مما يفتح الباب للاستخدام غير المُنظم. يُحذر الخبراء من أن هذا قد يؤدي إلى تطوير محتوى قد يُعتبر إشكاليًا أو غير قانوني.

تستمر النقاشات حول هذه التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي. في هذا السياق، من المهم أن تراقب المجتمعات هذه التغيرات وتكون واعية لتوجيه استخدامها بما يتناسب مع قيمها وأخلاقياتها.