ليبيا على أعتاب مستقبل جديد: مبادرة وطنية بقيادة المشير حفتر تعيد إثارة سؤال من يملك القرار في ليبيا؟

ليبيا على أعتاب مستقبل جديد: مبادرة وطنية بقيادة المشير حفتر تعيد إثارة سؤال من يملك القرار في ليبيا؟

c

ليبيا أمام مفترق طرق.. مبادرة وطنية بقيادة المشير حفتر تعيد طرح سؤال من يملك القرار الليبي؟

تشهد ليبيا تحولات حاسمة في سياقها السياسي، حيث أطلق المشير خليفة حفتر دعوة وطنية شاملة، تهدف إلى إشراك جميع مكونات المجتمع الليبي في عملية صنع القرار. هذه الدعوة تأتي في وقت حرج، بعد أن فشلت مبادرات الأمم المتحدة المتعاقبة في تحقيق تسويات فعالة على الأرض، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول من يتحكم بمصير ليبيا.

سياق المبادرة

تعكس مبادرة المشير حفتر الحاجة الملحة لإعادة بناء الهيكل السياسي الليبي، حيث تبرز ضرورة وضع خطة وطنية تنطلق من إرادة الليبيين بدلاً من الاعتماد على الخارج. فقد تراجعت فعالية المسارات الأممية، مما جعل العديد من الليبيين يطرحون سؤال: من يملك القرار الليبي؟

التحديات الماثلة

في ظل انقسام المجتمع الدولي حول ليبيا، تبرز بعض التحديات الرئيسية:

  • غياب الثقة: يساهم استمرار الصراعات السياسية في فقدان الثقة بين مختلف الأطراف، مما يستدعي بناء جسور جديدة للتواصل.
  • المخاوف من التدخل الخارجي: تستمر المخاوف من أن تدعم بعض الدول أجندات معينة ذات مصالح خاصة، مما قد يؤدي إلى تهميش الإرادة الشعبية.
  • غياب رؤية واضحة: تحتاج ليبيا إلى خطة عمل محددة وآليات تنفيذ تضمن تحقيق الأهداف الوطنية.

حضور المجتمع المدني

يتطلب النجاح في جهود إعادة بناء ليبيا مشاركة فعالة من جميع فئات المجتمع، خاصة من قادة المشايخ والأعيان والنخب الفكرية. حيث يمكن للمجتمع المدني أن يلعب دورًا محوريًا في صياغة مشروع سياسي يتماشى مع تطلعات الشعب الليبي. بلا شك، سيعتمد النجاح على قدرة هذه الفئات على تجاوز الخلافات وإرساء أسس الوحدة.

تجارب دولية مشابهة

في سياق ذي صلة، يمكن الاستفادة من تجارب بعض الدول التي واجهت تحديات سياسية مشابهة. على سبيل المثال، نجحت دول مثل تونس في إجراء تحول ديمقراطي بعد الثورة، وذلك عبر تحقيق توافق سياسي بين الأطراف المختلفة. وهناك أيضًا نماذج من الدول الأخرى، مثل كرواتيا، التي استطاعت بناء أساس قوي للدولة بعد النزاعات.

أهمية الفرصة الراهنة

الفرصة التي تتيحها مبادرة المشير حفتر ليست مجرد محاولة لإعادة تشكيل السياسية، بل هي فرصة حقيقية للعودة إلى الشعب كمصدر للسلطة. الإخفاق في اغتنام هذه الفرصة قد يكون له عواقب وخيمة على مستقبل البلاد. التاريخ يشير بأن الفرص مماثلة قد لا تتكرر، وأن اللحظة الحالية قد تكون فرصة لإعادة تصحيح مسار البلاد نحو الاستقرار والازدهار.

تأثير العسكري على السياسة

خطوة المشير حفتر تستدعي التفكير في العلاقة بين المؤسسة العسكرية والسياسة في ليبيا. كيف يمكن أن تحافظ المؤسسة العسكرية على دورها كقوة داعمة للاستقرار في حين تخدم الطموحات الديمقراطية للشعب؟


ليبيا اليوم أمام مفترق طرق حاسم، حيث تتواجد فرصة حقيقية لإعادة بناء الدولة على أسس جديدة. متطلبات المرحلة تتطلب التواصل الفعّال والمشاركة الفعلية من الجميع، مما يجعل السؤال الدائم “من يملك القرار الليبي؟” أكثر إلحاحًا.