“ما الذي حدث في 20 أكتوبر 1827؟ الحلفاء يهزمون إبراهيم باشا في معركة نافارين ويدمرون أسطول محمد علي!”

<p><strong>“ما الذي حدث في 20 أكتوبر 1827؟ الحلفاء يهزمون إبراهيم باشا في معركة نافارين ويدمرون أسطول محمد علي!”</strong></p>

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 أكتوبر 1827.. الحلفاء يهزمون إبراهيم باشا أثناء غيابه والعثمانيين في موقعة نافارين ويدمرون أسطولي محمد علي وتركيا ويقتلون 3 آلاف جندي

نشبت الثورة اليونانية ضد الحكم العثماني في مارس 1821، وسرعان ما انتشرت من جزيرة إلى أخرى، مما دفع السلطان العثماني محمود إلى إرسال عدة حملات عسكرية لإخماد الثورة، لكن جميعها باءت بالفشل. وفي رد فعل على ذلك، طلب السلطان المساعدة من محمد علي باشا، والي مصر، الذي قبل التحدي، ورأى في ذلك فرصة لتوسيع نفوذه.

التحركات العسكرية في كريت والمورة

في 11 يوليو 1821، أرسل محمد علي أول حملة بحرية تضم 800 مقاتل إلى كريت. تطورت الأحداث ليشمل الأسطول المصري الجديد تعزيزات وتم تعزيز الجهود ضد الثوار اليونانيين، حيث استطاعت القوات المصرية السيطرة على كريت بحلول عام 1823.

في عام 1824، أطلق محمد علي حملة أخرى إلى الجزيرة اليونانية، تحت قيادة ابنه إبراهيم باشا، الذي بدأ يجني انتصارات متتالية في المورة. وقد أثار ذلك قلق الأوروبيين، مما أدى إلى تحركات دبلوماسية أدت إلى معاهدة لندن في يوليو 1827، التي قضت بوقف القتال والسعي للوساطة.

تدخل الحلفاء وتأجيج النزاع

رفضت السلطنة العثمانية شروط المعاهدة، مما دفع الحلفاء — إنجلترا، فرنسا وروسيا — إلى إرسال أساطيلهم لدعم مطالبهم. كان الخوف من تتويج الانتصارات التركية بمزيد من التوسع هو الدافع وراء هذه التحركات.

في أوائل أغسطس 1827، أعد محمد علي إمدادات جديدة لإبراهيم باشا، مما أضاف 18 سفينة مصرية و16 تركية الى الأسطول. لكن التحركات العسكرية أزعجت الحلفاء، الذين اعتبروا ذلك نقضًا للهدنة.

معركة نافارين وتداعياتها

في 20 أكتوبر 1827، شهدت المياه اليونانية معركة ضارية بين القوات المصرية والتركية من جانب، وأساطيل الحلفاء من جانب آخر. يُقال إن المعركة انطلقت بعد أن تم تحذير إبراهيم باشا من عدم الاعتداء على الأساطيل. استمرت المعركة لساعتين انتهت بفقدان الأسطولين المصري والتركي، مع خسائر تصل إلى 3000 جندي.

أحداث المعركة:

  • الأسطول المصري والتركي فقد بالكامل تقريبًا.
  • الحلفاء تكبدوا 140 قتيلاً و300 جريح.
  • إبراهيم باشا لم يكن حاضرًا في المعركة، حيث كان مشغولًا في عمليات برية أخرى.

عواقب الهزيمة ونتائجها

تُعتبر معركة نافارين نقطة الانهيار لعهد محمد علي في التوسع في البحر الأبيض المتوسط، حيث فقد معظم أسطوله الذي استثمر فيه الكثير من الموارد والجهود. الهزيمة أظهرت ضعف القوة العثمانية، وأعطت دفعة جديدة للحركة الوطنية اليونانية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المعركة لم تكن فقط عسكرية، بل كانت انعكاسًا للتغيرات السياسية في المنطقة، إذ فتحت الأبواب لتدخلات أجنبية أكبر في شؤون العالم العربي والشرقي.

هكذا، تشكلت صورة جديدة للدول الكبرى في المنطقة، حيث لم يعد بإمكان العثمانيين التقدم دون مواجهة عواقب مدمرة، بينما أُعيد ترتيب الحصص السياسية في البحر الأبيض المتوسط.