من الإخوان إلى داعش: هل يستغل الغرب الإسلام السياسي لمصالحه؟ تحليل مثير

من الإخوان إلى داعش: هل يستغل الغرب الإسلام السياسي لمصالحه؟ تحليل مثير

c

من الإخوان إلى داعش.. الإسلام السياسي في خدمة الغرب

منذ حقبة الاستعمار، أصبحت المنطقة العربية ساحة لصراعات متشابكة، حيث استُخدمت الأيديولوجيات السياسية والدينية كأدوات لتفكيك المجتمعات. كان للإسلام السياسي دور بارز في هذه العمليات، مما جعله أداة في خدمة المصالح الغربية.

جذور الإسلام السياسي

في عام 1928، أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، بدعم خفي من سلطات الاحتلال البريطاني. أسهمت المساعدات المالية المتزايدة في تعزيز هذه الجماعة، مما عكس ارتباطها بالقوى الغربية وسعيها لخلق قوى معارضة للنظام الوطني المصري آنذاك.

تراجع القوى الوطنية

تراجع حزب الوفد بعد الأزمات السياسية التي شهدتها البلاد في الأربعينيات والخمسينيات، وترك فراغًا ملأه الإسلام السياسي. استخدمت القوى الغربية هذا التحول لتعزيز مصالحها، حيث دعمت جماعات دينية في مواجهة التيارات القومية، مما أدى إلى انزلاق مصر نحو عصر من الاستبداد السياسي.

دعم الغرب للإسلام السياسي

في السنوات التالية، شهدت المنطقة حروبًا متعددة. دعم الغرب، خاصة الولايات المتحدة، جماعات إسلامية لمواجهة أنظمة مثل عبد الناصر. فقد ساهمت هذه السياسات في تعزيز نفوذ الإسلاميين، الذين تحولوا لاحقًا إلى أدوات في الصراع الدولي.

تأثير الأحداث العالمية

برز تنظيم القاعدة بعد الحرب ضد السوفييت في أفغانستان، حيث استقطبت الحروب الشباب لاستغلالهم في أجندات سياسية. عادت هذه العناصر لاحقًا إلى الوطن وأسهمت في تصاعد معدلات العنف.

داعش كنتاج للفوضى

في نابغ من الفوضى التي خلفها الاحتلال الأمريكي للعراق، وُلِد تنظيم داعش. وسط الأحداث الملتهبة، استغل هذا التنظيم الفراغ السياسي ونشر خطاب الكراهية والإرهاب، مما جعل من الإسلام السياسي أداة لتشويه صورة الدين.

استخدام الدين كستار

تسعى الجماعات الإسلامية إلى استخدام الدين كستار لمصالحها الخاصة، مما يؤدي إلى تأجيج الصراعات. تتجلى هذه الظاهرة في عملية الانقلاب التي نفذتها حماس في غزة عام 2007، عندما تم الاستيلاء على السلطة لمصلحة التنظيم بدلاً من المصلحة الوطنية.

مآلات الإسلام السياسي اليوم

تظهر الأحداث الأخيرة، مثل الهجوم على غزة في أكتوبر 2023، كيف أن هذه الجماعات لا تملك رؤية استراتيجية واضحة. أدت القرارات غير المدروسة إلى دمار واسع، مما يطرح تساؤلات حول جدوى استخدام الدين في الحروب السياسية.

قراءة جديدة للمشهد السياسي

يؤكد العديد من الباحثين أن الإسلام السياسي يحتاج إلى إعادة تقييم جذرية. ففي ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، يتعين على هذه الجماعات البحث عن حلول خدمية تتجه نحو التنمية والاستقرار، بدلاً من تقويض الأوضاع.

الخلاصة

إن مسار الإسلام السياسي يعكس توازنًا دقيقًا بين المصالح الفردية والخارجية. فبينما تتحول الأسماء والأوجه، يبقى الهدف واحدًا: تحقيق السيطرة على منطقة تعتبرها القوى الغربية ذات أهمية إستراتيجية.