هل تكون قمة تاريخية أم تصحيح حاد؟ الذهب يختتم أسبوعًا متقلبًا بمكاسب مذهلة تصل إلى 4.8%!

c
من قمة تاريخية إلى تصحيح حاد… الذهب ينهي أسبوعا متقلبا بمكاسب 4.8%
شهدت أسعار الذهب خلال الأسبوع المنتهي تقلبات ملحوظة، لكنها انتهت بمكاسب ملحوظة قدرها 4.8%، ويرجع ذلك إلى توقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة.
ارتفاع تاريخي إلى 4300 دولار
حقق الذهب مستوى قياسياً جديداً ليتجاوز 4300 دولار للأوقية للمرة الأولى، قبل أن يشهد تصحيحاً يوم الجمعة بتراجع نسبته 2.6% ليصل إلى 4211.48 دولار، تحت ضغط قوة الدولار وتداعيات تصريحات الرئيس الأمريكي حول عدم استدامة التعريفات الجمركية. على الرغم من ذلك، سجل الذهب أعلى مستوى له عند 4378.69 دولارا خلال الأسبوع، كما كان متجهاً نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ عام 2008.
العوامل المحركة للأسعار
تأثير الدولار الأمريكي
ساهم ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% في زيادة الضغط على الذهب، مما جعله أكثر تكلفة للمتسوقين الدوليين. ومع ذلك، ظل المعدن النفيس مدعوماً بمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، مما أجبر المستثمرين على التحوط ضد المخاطر.
توقعات بخفض أسعار الفائدة
توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأمريكية شهدت زخماً متزايدًا، حيث يسعر المستثمرون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في أكتوبر. وقد عززت تصريحات جيروم باول حول ضعف سوق العمل هذه التوقعات، مما أدى إلى زيادة إقبال المستثمرين على الذهب بوصفه ملاذًا آمناً.
تأثير العوامل الجيوسياسية
أعادت تصريحات ترامب بشأن التعريفات الجمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية أجواء حرب التجارة، لكن التراجع النسبي عن التصريحات أدى إلى بعض التهدئة في الأسواق. هذا التوتر لا يزال يؤثر على شهية المستثمرين للمعادن الثمينة.
عوامل هيكلية تلعب دوراً مهماً
مشتريات البنوك المركزية
شهدت البنوك المركزية في مختلف البلدان زيادة في مشترياتها من الذهب، ما يعكس تحولاً نحو الأمان في ظل عدم استقرار العملات الورقية.
تدفقات إلى الصناديق المدعومة بالذهب
ارتفعت التدفقات إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب، مما يدل على استمرار الطلب حتى في ظل الأسعار القياسية.
مستقبل الذهب
تشير تحليلات عديدة إلى أن المعدن الأصفر قد يشهد مزيداً من الارتفاع في الأسعار. توقع بنك HSBC متوسط سعر الذهب لعام 2025 ليصل إلى 3455 دولارًا، مع توقعات بأن يتجاوز الرقم 5000 دولار بحلول 2026. كما رجح بنك “ستاندرد تشارترد” أن يصل متوسط السعر إلى 4488 دولاراً.
الوضع في السوق الآسيوية
رغم الأسعار القياسية، لا يزال الطلب الحقيقي على الذهب في آسيا قوياً. على سبيل المثال، بلغت العلاوات على الذهب في الهند أعلى مستوياتها منذ عقد من الزمن مع اقتراب موسم الأعياد. يعكس هذا الاتجاه استمرار الطلب الاستهلاكي حتى في ظل الاتجاهات السعرية الصاعدة.
تقلبات المعادن الأخرى
على النقيض، شهدت المعادن الأخرى تراجعاً كبيراً، حيث انخفضت الفضة بنسبة 5.6%، والبلاتين بنسبة 6.1%، والبلاديوم بنسبة 7.9%، مما يشير إلى أن الذهب يستمر في كون الاختيار المفضل للمستثمرين.
تشير التوقعات إلى استمرار التقلب في السوق بسبب غموض البيانات الاقتصادية الأميركية والسياسات التجارية بين واشنطن وبكين، مما يجعل الذهب مركزاً استراتيجياً في المحافظ الاستثمارية.
تعليقات